الفيروسات شديدة الضراوة (H5Nx) المتطورة باستمرار؛ علم الوبائيات وتأثيرها على إنتاج الدواجن

الفيروسات شديدة الضراوة (H5Nx) المتطورة باستمرار؛ علم الوبائيات وتأثيرها على إنتاج الدواجن

تم التعرف على سلالة إنفلونزا الطيور شديدة الضراوة A/goose/Guangdong/1/1996 H5N1 (Gs/Gd) لأول مرة في الدواجن في الصين. وقد تفرعت جين HA إلى 10 مجموعات (0-9) والتي انقسمت لاحقًا إلى مجموعات فرعية. في عام 2005، انتشرت السلالة، خاصة من المجموعة 2.2، خارج آسيا لتصل إلى أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. سببت سلالة إنفلونزا الطيور شديدة الضراوةH5N1 (المجموعة 2.2) أمراضًا سريرية شديدة مع خسائر اقتصادية كبيرة وأصبحت متوطنة في بعض الدول الأفريقية والآسيوية التي استخدمت التحصين للسيطرة على المرض.

منذ عام 2014، أصبحت المجموعة الفرعية 2.3.4.4، التي نشأت في الصين في عام 2008، مسؤولة عن جميع موجات وباء سلالة Gs/Gd المسجلة عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الشمالية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تطورت هذه المجموعة إلى ثماني مجموعات فرعية (a–h)، مع المجموعة الفرعية b2.3.4.4 المسؤولة عن أكبر موجات الوباء خلال عامي 2016–2017 )خاصة H5N8  (، 2020–2021، 2021–2022، و2022–2023  )خاصة H5N8  .(  تشكل هذه الفيروسات ) المجموعة الفرعية b2.3.4.4  (تهديدًا عالميًا خطيرًا للدواجن، بالإضافة إلى العديد من الثدييات، وتمثل خطرًا حيوانيًا على صحة الإنسان، مع تسجيل 962 إصابة بشرية مؤكدة من إنفلونزا الطيور شديدة الضراوة A(H5Nx) حتى 14 يوليو 2023.

تمتلك فيروسات إنفلونزا الطيور شديدة الضراوة H5Nx  المجموعة b2.3.4.4 قدرة عالية على إعادة التشكل مع فيروسات إنفلونزا الطيور منخفضة الضراوة المنتشرة بين الطيور البرية في آسيا وأوروبا والأمريكتين، مما ينتج ما يصل إلى 16 نمطًا جينيًا مختلفًا (1-16) يؤدي إلى تكوين سلالات متكيفة بدرجة كبيرة مع مجموعة واسعة من أنواع الطيور البرية. يظهر هذا التكيف في الانتقال لمسافات طويلة بين القارات المختلفة حيث تتكاثر هذه الفيروسات بكفاءة دون أن تسبب وفيات للطيور المهاجرة، مما جعل الطيور المهاجرة المصدر الرئيسي لهذه الفيروسات مع تسجيل حالات متكررة في العديد من البلدان حول العالم.

تتميز فيروسات H5N8 وH5N1بوجود أحماض أمينية متعددة عند موقع انشقاقHA ، لأن فيروسات إنفلونزا الطيور شديدة الضراوة ذات مؤشرات ضراوة عالية في الدجاج. على الرغم من أن الضراوة تختلف حسب الفصائل والسلالة والعمر والتحصين. يعتبر الدجاج والديك الرومي الأكثر عرضة للإصابة بنسبة وفيات تصل إلى 100% في حالة عدم وجود تحصين. لا يوجد فروقات كبيرة في الضراوة بين الدجاج والديك الرومي مختلف السلالات والأعمار على الرغم من إن الفيروس يظهر ضراوة أكبر في الأعمار الصغيرة عند عدم وجود مناعة مكتسبة (MDA) أو نشطة (تحصين). أظهرت قطعان التسمين الغير محصنة وفيات مرتفعة مفاجئة تصل إلى 100% خلال بضعة أيام (عادةً عند عمر 25 يومًا، حيث إذا حدثت الإصابة قبل عمر 20 يومًا، فإن الأجسام المناعية المنقولة (MDA) قد تتداخل مع الفيروس مما يؤدي إلى اختلاف الأعراض  .(

أما قطعان الدجاج البياض والأمهات، فقد سجلت معدلات وفيات مرتفعة تصل إلى 90% في حالة عدم وجود تحصين، مع ظهور زرقة في العُرف والدلايات، وتورم في السيقان ونزيف، وتوقف إنتاج البيض، بالإضافة إلى أعراض عصبية وتنفسية. كما لوحظت آفات نخرية و/أو نزفية في البنكرياس، والرئتين، والأحشاء، والقصبة الهوائية.

أما القطعان المحصنة، فتظهر مستويات متفاوتة من الحماية، تظهر في الأعراض، ومعدلات الوفيات، وإفراز الفيروس، وذلك بناءً على جودة تطبيق اللقاح، وسلالة H5 المستخدمة، بالإضافة إلى إدارة القطيع ووجود عدوى أخرى.

على الجانب الآخر، الضراوة المختلفة بين سلالات البط، حيث يعتبر البط المسكوفي الأكثر عرضة، يليه البط المولار، ثم البط البكين. كما أظهرت الأعمار الصغيرة من البط والإوز أعراض شديدة (عصبية) مع وفيات مرتفعة تصل إلى 100%، خصوصًا في صغار الإوز والمسكوفي، بينما تتراوح نسب الوفيات في صغار المولار والبكين بين 20-70%. على النقيض الآخر، كانت الطيور البالغة من البط والإوز أكثر مقاومة مع أعراض أخف.

تختلف معدلات الوفيات في البط البالغ حسب السلالات وعترة الفيروس (وغالبًا تكون وفيات منخفضة)، بينما أظهرت الإوز البالغة مقاومة بنسبة 100% دون تسجيل نافق. هذه الملاحظات جعلت الإوز البالغة مصدرًا محتملاً لهذه الفيروسات داخل البلاد، حيث يمكنها بسهولة نشر الفيروس إلى مزارع الدواجن المعرضة، وأيضًا إلى الثدييات والبشر.

تعتمد الوقاية والسيطرة على المرض على التحكم في حركة الطيور، والتطعيم، وتطبيق إجراءات الأمن الحيوي، خصوصًا لمنع اتصال الطيور البرية الطليقة بمزارع الدواجن. كما يجب إبعاد قطعان البط والإوز في عن مزارع الدواجن المعرضة للإصابة. ونظرًا للوضع المتوطن وتكرار دخول إنفلونزا الطيور شديدة الضراوة H5Nx مجموعة b2.3.4.4 في كل موسم خريف/شتاء تقريبًا، يُوصى بشدة إعطاء التحصين، خصوصًا التحصينات الميتة. تعتمد فعالية التطعيم على استخدام سلالة H5 مطابقة لـ (مجموعة b2.3.4.4 )، وتركيز أعلى من انتيجينات الفيروس، وتطبيق سليم.

يمكن أن تكون جرعة تطعيم واحدة بلقاح ميت كافية لقطعان التسمين، بينما ينصح بالجرعات المتعددة (حتى 5 جرعات) في قطعان الدجاج البياض والأمهات لضمان مستويات وقاية كافية من تترات HI. كما يُستخدم التحصين باللقاحات المحملة HVT-H5 متبوعًا بجرعات متعددة من اللقاحات الميتة في قطعان البياض والأمهات.

المراجع :

Li, K. S. et al. (2004) ‘Genesis of a Highly Pathogenic and Potentially Pandemic H5N1 Influenza Virus in Eastern Asia’, Nature, 430: 209–13.
Lycett, S. J. et al. (2020) ‘Genesis and Spread of Multiple Reassortants during the 2016/2017 H5 Avian Influenza Epidemic in Eurasia’, The Proceedings of the National
World Health Organization (2021) ‘Antigenic and Genetic Characteristics of Zoonotic Influenza A Viruses and Development of Candidate Vaccine Viruses for Pandemic Preparedness March 2021’.
World Health Organization (2023) ‘Avian Influenza Weekly Update Number 895 – 12 May 2023 – Human Infection with Avian Influenza A(H5) Viruses’.
Tags :

شاركه على وسائل التواصل الاجتماعي :

Request an Appointment